الرئيس جوزاف عون في عيد الاستقلال:
"أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،
أهلي في الوطن والاغتراب ... رفاق السلاح والجراح،
كلّ استقلال يبدأ من لحظة مواجهة الحقيقة، ولهذا جئت اليوم إلى الجنوب، إلى هذه الأرض التي تختصر تاريخ لبنان كلّه: صموداً، وغياباً، وعودة. ومن هنا، من حيث تُختبر قيمة الدولة ومعنى السيادة، نبدأ حديث الاستقلال… من جديد.
على هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً.
فدرب الاستقلال يبدأ من حضور الدولة، لا غيابها؛ ومن سيادتها، لا ازدواجيتها، ومن تحرير كل شبر من أرض لبنان.
إخوتي وأهلي، تعرفون أنني اعتدت على مصارحتكم، واليوم تبدو المصارحة أكثر من ضرورية، لأنها أول ذكرى للاستقلال أخاطبكم فيها رئيساً، بعد سنوات من الفراغ تجاوزناها ولن نسمح بتكرارها، ولأن الظرف دقيق، ولا يحتمل أنصاف الحقائق.
أكثر من ذلك، لماذا أنا في الجنوب الآن؟
لقد اخترت هذا المكان وهذه اللحظة، لأقول بموجب ضميري الوطني، ومسؤوليتي عن بلد وشعب، ولأعلن لكل العالم، ما يلي:
أولا: تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد للتسلم.
ثانياً: استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط.
ثالثاً: تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
رابعاً: إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
خامساً: وبالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها.
هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون.
إخوتي اللبنانيات واللبنانيون،
اليوم، نكتب فصلاً جديداً في تاريخ لبنان… فصل يبدأ من الاستقلال، فصل لا ينتهي إلا بتحقيق السيادة الكاملة، والعيش الكريم لكل اللبنانيين، وبناء دولة تحمي الحق وتكرّس العدالة.
نحن نخوض اليوم معركة الاستقلال الجديد المتجدد، وهي معركتكم جميعاً، وانا متيقين بأننا سننتصر فيها.
من أجل أطفالكم، وأحلام من رحل، وآمال من صمد، سنحمي لبنان ونصون استقلاله وسنطلق نهضته المستقبلية، وطن حوار، وحداثة، وحرية، وسماح وسلام، كي يرفرف علم لبنان عاليًا، ويظل أرزنا شامخًا رمزًا للصمود والوحدة، نتمسك بوطن يجمعنا جميعًا.
فلنقف جميعًا متحدين، مؤمنين بلبنان وبقدرته على أن يكون وطن الجميع بلا استثناء. عاش الحق، عاش الاستقلال، عاش لبنان.