الأكثرية الصامتة: صوت التغيير الحقيقي في لبنان.
في ظل المشهد السياسي الراهن في لبنان، تتجه الأنظار دائماً نحو الانقسامات الحزبية والصراعات بين الأطراف المختلفة، بينما يغفل الكثيرون عن الحقيقة الأهم: هناك غالبية صامتة، خارج الاصطفافات التقليدية، تحمل الرهان الحقيقي على التغيير والإصلاح.
هذه الأكثرية ليست مجرد رقم إحصائي، بل هي تعبير حي عن إرادة اللبنانيين في الخروج من حالة الجمود والفساد، ورغبتهم في بناء وطن يقوم على الشفافية، العدالة، والمساءلة. هي الأكثرية التي تؤمن بأن الإصلاح الحقيقي لا يأتي عبر الانتماءات الحزبية الضيقة، بل عبر مبادرات حقيقية تتجاوز المحاصصة السياسية.
إن الاعتراف بوجود هذه الغالبية الصامتة يعني أن الرهان على التغيير لم يعد خياراً هامشياً، بل أصبح واجباً وطنياً. على السياسيين والمواطنين على حد سواء أن يسمعوا هذا الصوت، وأن يعملوا معاً لتقديم البدائل الواقعية التي تلبي طموحات اللبنانيين في العيش الكريم، في دولة مؤسسات لا يسيطر عليها أحد على حساب الآخرين.
في النهاية، هذه الأكثرية الصامتة هي قلب الوطن النابض بالأمل، وهي الضمانة الحقيقية لمستقبل أفضل، إذا ما أُتيح لها التعبير عن إرادتها بعيداً عن المحسوبيات والانقسامات القديمة.
النائب الدكتور شربل مسعد