الرئيسية سياسية
الخميس 17 - نيسان - 2025

جزين تحكي: خانه يهوذا أنكره بطرس وجاز سيف في قلب أمه... اليوم بداية قصة العشق اللامتناهي

جزين تحكي: خانه يهوذا أنكره بطرس وجاز سيف في قلب أمه... اليوم بداية قصة العشق اللامتناهي

في ظلال زيتون جبل جتسيماني، حيث تتعانق الأرض والسماء في صمت ثقيل، خيّم الليل على يسوع، لا كليلة راحة، بل كليلة نزاع وعرق دمويّ. هناك، وحده، حمل ثقل العالم على كتفيه، وسجد للمحبّة حتّى العرق الأخير، وهو يردّد: "يا أبتِ، إن شئتَ فأبعد عني هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أشاء، بل كما أنت تشاء".

في تلك الليلة، لم يكن يسوع محاطًا بأعدائه فقط، بل بخيانة صديق. جاءه يهوذا، التلميذ الذي شارك المائدة، والذي غمّس يده في الصحفة معه، ليطبع قبلة مزيّفة على خدّ من أحبّه حتى النهاية. قبلة لم تكن قبلة وداع، بل قبلة طعن، خلّدت اسم يهوذا في تاريخ الخيانة.

وبينما يسوع يُساق كالنعجة إلى الذبح، كانت مريم، أمّه، تحسّ بنداء قلبها في العمق. لم تكن حاضرة في بستان الزيتون، لكن قلبها الأموميّ كان هناك، يسهر مع قلب ابنها، ينزف بصمت، يتألّم بلا صوت. كانت تعلم أن الساعة قد أتت، وأن النبوءة التي سمعتها في الهيكل ستتحقّق: "وأنتِ أيضًا، سيجوز سيف في نفسك".

هكذا، في ليلة واحدة، تجمّعت آلام الخيانة، الوحدة، الخوف، والطاعة في قلب يسوع. وامتدّت هذه الآلام إلى مريم، التي رافقته منذ المذود حتّى الجلجلة، لا بالكلمات، بل بالصمت الحاضر، بالصلاة الثابتة، بالحبّ الذي لا ينسحب.

خميس الأسرار ليس فقط ذكرى العشاء الأخير، بل هو ليل يفيض أسرارًا: سر الحبّ الذي يغسل الأرجل، سر الألم الذي يبدأ في القلب، سر الأم التي تتألّم بصمت مع ابنها، وسر الخيانة التي تحفر جرحًا لا يُشفى إلاّ بالمغفرة.

فاليوم تبدأ قصة عشق لا نهاية لها...