استقبل الرئيس جوزاف عون البطريرك العبسي على رأس وفد ضم: رئيس أساقفة الفرزل وزحلة المطران إبراهيم إبراهيم، متروبوليت مرجعيون المطران جاورجيوس حداد، متروبوليت بيروت المطران جورج بقعوني، رئيس أساقفة صيدا المطران ايلي بشارة حداد، رئيس أساقفة طرابلس المطران أدوار ضاهر، رئيس أساقفة صور المطران جورج إسكندر، نائب المدبر البطريركي على ابرشية بعلبك الأرشمندريت يوسف شاهين، رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، المدبر على الرهبانية الباسيلية الشويرية الاب ديمتري فياض، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الحلبية الأرشمندريت الياس بطيخة، رئيس عام الجمعية البولسيةالابالعام مروان سيدي، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الام ندى طانوس، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الام تراز روكز، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الحلبيات الام غابريال قصبجي، الرئيسة العامة لراهبات سيدة المعونة الدائمة الام نيكول حروّ، الرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة الام جوسلين جمعة، رئيس الديوان البطريركي الاب رامي واكيم، امين السر الاب نادر خوام.
واستهل البطريرك العبسي اللقاء بكلمة قال فيها:" أتينا في هذا الصباح، نحن رعاة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان، لنهنىء فخامتكم بانتخابكم رئيسًا للجمهورية اللبنانية ونعبر لكم عن فرحنا الكبير بهذا الانتخاب وعن الأمل الواسع الذي نتوسمه فيه، ليس نحن فقط، بل الشعب اللبناني بأجمعه.
إن تبوئكم هذا المنصب جاء عن جدارة وتتويجاً لمسيرة وطنية وأخلاقية وإنسانية ناصعة. أتيتم بعد انتظار دام طويلاً تحملون إلينا رجاءات وأمنيات وأحلاماً وخصوصاً رغبة في التعافي وإرادة في الوحدة وعزماً على النهوض والانطلاق والعيش بكرامة على كل شبر من أرض لبنان.وتدعوناأيضاً إلى أن نحدد ونرسم أي لبنان نريد والى اين نسير في تحقيق هذا اللبنان لنزيل عن الناس عناء التعب المزمن الذي أرهق كواهلنا من شدة الانتظار والترقب وأرّق راحتنا حتى كاد يقتل الرجاء فينا.
أتينا اليوم لنعلن لفخامتكم استعدادنا لمساندتنا لكم في إنجاز المستقبل الذي رسمتموه في خطاب القسم، راجين أن تستقيم الأمور والأوضاع في عهدكم وأن تكون المواطنة هي معيار التعامل قائمة على التشارك وليس على التحاصص وعلى الواجبات فلا تهمل، وعلى الحقوق فلا تهضم ولا تستجدى، ولا تختزل الطائفة بأي جهة أو مجموعة سياسية.
نحن أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك نملك ما نسهم به في هذه المرحلة الجديدة مع جميع أصحاب النيات الحسنة الطيبة، نسهم في صنع تاريخ بلدنا كما فعلنا ونفعل على الدوام على مدى هذا التاريخ، نسهم في بناء وطن سائرين في الطريق التي نتميز بها: أن نجمع ونوفق ونتعالى عن كل ما من شأنه أن يبعد ويعزل ويفرق ويزرع الريبة والقلق والخوف.
نشكر فخامتكم على استقبالكم لنا ونصلي من أجل أن تسير الأمور على ما بدأت به وأن تتكلّل عاجلا بتحرير كل نقطة من أرض لبنان وبعودة كل مواطن إلى بيته وعمله وبسيادة الجيش اللبناني على كامل الأرض اللبنانية وبتأليف حكومة تنال رضى اللبنانيين وتحقق لهم ما يحتاجون إليه على جميع الصعد، ومعها يشرق لبنان جديد وينبثق فكر جديد يعمه وينير جميع المواطنين.
ورد رئيس الجمهورية شاكرا البطريرك العبسي على كلمته باسم الوفد وعلى تهنئته، وشدد على "اننا أتينا لتطبيق خطاب القسم." وقال: "لقد عايشت المرحلة السابقة من الشمال الى الجنوب، وشاهدت ألم المواطنين. ولقد تكلمت في خطاب القسم بإسمهم ولغتهم ووجعهم. والفترة السابقة التي اجتازها البلد لا سيما في السنوات الأخيرة، خاصة منذ العام 2019 من تظاهرات وأوضاع إقتصادية متدهورة الى وباء كورونا وإنفجارمرفأ بيروت وأخرها الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، نأمل ان تكون درسا لنا كي لا نعيد التجربة في المستقبل. علينا الا ننساه، لا ان نكرره."
أضاف: "علينا ان نمد يدنا الى الآخر، الى الدول العربية، ودول العالم التي ترغب في مساعدتنا، ولكن علينا ان نساعدها بأن نتعاون ونمد يدنا اليها لنستفيد ونقتنص الفرص." وقال: "نحن وإياكم معا، فالمسؤولية يتشارك فيها الجميع: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والمجتمع المدني والمجتمع الروحي، فكلنا في خدمة الشعب كي يعيش لبنان من جديد. الفرص كثيرة، فلنستفد منها لمصلحة البلد ولمصلحة الشعب اللبناني من كافة الأطياف."
وإذ شدد الرئيس عون على "ان الإنقسامات لا تفيدنا، وأي فئة تنكسر ينكسر لبنان كله، ولا فضل لأحد على أحد"، قال: علينا جميعاً ان نعمل من اجل لبنان، ومصلحته ومصلحة شعبه. لبنان أكبر منا جميعا. نحن موجودن هنا الآن، ولاحقا سنغادر، لكن لبنان باق لأولادنا وأولاد اولادنا فإمَّا ان نقدم لهم لبنانا جديدا، قائما على العدالة والمساواة ودولة القانون، وإلَّا يهاجرون فنتحمَّل نحن المسؤولية. نحن لا نريد ان يهاجر ابناؤنا بل نريد ان يبقى هنا من هم هنا."