أمين عام حزب الله نعيم قاسم: نلتقي اليوم في جو من الانتصار والتوفيق الالهي، صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان وآخر وقاتل أبناؤكم وعملوا كل جهدهم ليواجهوا ويقمعوا هذا العدو، وآتى الصبر أكله.
سأبدأ منذ انطلقت جبهة المساندة في لبنان في 8 تشرين الأول سنة 2023 هذه المساندة لغزة الصامدة المجاهدة المعطاءة وعندما انطلقنا في المساندة كررنا مرارا وتكرارا بأننا لا نريد الحرب ولكننا نريد الاسناد فهذه مسؤولية وطنية وقومية واسلامية وانسانية لكننا جاهزون للحرب إذا فرضها العدو الاسرائيلي.
منذ 64 يوما بدأ العدوان البري الاسرائيلي وهذا العدوان أخذ شكل الحرب الواسعة والشاملة على لبنان ووضع العدو سقفا لها وهو إبادة حزب الله وإعادة سكان الشمال والبناء على شرق أوسط جديد.
بدأوا معنا بالمواجهة بالعمل الأمني من خلال البيجر وقتل القادة وخاصة السيد نصرالله، هذه الأعمال الاسرائيلية والعدوان كان خطيرا جدا آلمنا وجعلنا نعيش حالة من الإرباك ل10 أيام.
توقع الاسرارئيلي انجاز أهدافه في وقت قصير لأنه ضرب منظومة القيادة والامكانات فاعتقد أننا سنتبعثر، وبالتالي خلال ايام سينجز هذا الهدف لكن الحزب استعاد قوته ومبادرته ومقاومته فشكل منظومة القيادة والسيطرة مجددا ووقف صامدا على الجبهة من خلال المقاومين الأشاوس وضرب الجبهة الداخلية لاسرائيل مما جعل الوضع في حال دفاعية مهمة قامت بها المقاومة.
خسائر اسرائيل كبيرة جدا وحصل تهجير اضافي لهم فبدل الـ70 ألفا بات مئات الآلاف وقتل من الجيش الاسرائيلي وجرح الكثير وآلياته، وصل الجيش الاسرائيلي بسبب المقاومة إلى حالة انسداد الأفق وما عاد قادر على تحقيق شيئا سوى القتل والدمار
أثبتت المقاومة أنها جاهزة وأن الخطط التي وضعها نصرالله هي خطط فعالة تأخذ بالاعتبار التطورات والظروف والخيارات المتعددة.
ضغط الاسرائيلي على أهلنا قتلا وتهجيرا لكنه لم ينجح أمام أشرف الناس الثابتين المضحين الصابرين، راهن على الفتنة مع المضيفين فكانت المراهنة فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والمذاهب والمناطق والبلديات والقوى المختلفة سياسية وصحية هذا فوت على الاسرائيلي زاوية أخرى من زوايا الانتصار.
هنا أتى صمود المقاومين الاسطوري الاستشهادي الذي لا يهاب الموت هذا أذهل العالم وأدخل اليأس عند سياسيي اسرائيل وشعبه، وعلى رأس هذه العوامل الميدان حاصر العدو لوقف العدوان مع عدم تحقيق أهدافه
لم نرد الحرب منذ البداية، ما هي النتيجة؟
كنت أرغب بالقاء كلمتي في اليوم الأول احتفاء بالانتصار، لكن عندما رأيت جموع الناس يذهبون إلى قراهم بعد لحظة واحدة من وقف اطلاق النار، ارتأيت أن أنتظر تعابيرهم لآخذ منها حتى أعبّر عن مشاعرهم بدل أن أطلق مشاعر وتقييم قد يكونوا تعبويا ومخالفا لما يقولون فوجدتهم يتحدثون عن الانتصار الكبير.
كانوا يقولون فداء للمقاومة وللسيد نصرالله ونحن أعزاء ومنتصرون، والنساء ربحن هواء العزة والكرامة، البيوت تعوض ومن مات انتقل إلى رحمة الله شهيدا أما الناس الذين يريدون عيش الحياة فهم يريدون حياة كريمة، لذا قررت أن أعلن كنتيجة لمعركة أولي البأس بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في تموز 2006 بسبب طول المدة وشراسة المعركة والتضحيات الكبيرة وأيضا كان هناك جحافل من الأعداء مع كل الدعم الأميركي والغربي ومع ذلك استطاع المقاومون أن يقفوا سدا منيعا وأن يحققوا هذا الانجاز
انتصرنا لأننا منعنا العدو من ابادة حزب الله وانهاء المقاومة أو اضعافها إلى درجة لا تستطيع معه أن تتحرك، لأنه اضطر أن يبرر كما خرج نتنياهو فهو يعترف أنهم هزموا، وستبقى المقاومة مستمرة، التضحيات كبيرة لكن أمام عدوان غير مسبوق
لمن هذا النصر؟
هذا النصر لكل من ساهم في صنعه بالرصاصة والشهادة والجرح والدعاء والكلمة والمؤازرة، لكل من أحبه وتمناه، لكل شريف وحر أيد المقاومة وأدان العدوان بأي شكل.
أعداؤنا مهزومون راقبوا تصريحاتهم، أنظروا إلى صورة عودة الناس عندنا وعدم عودة الناس عندهم، والفرحة والسعادة عندنا في مقابل البكاء والاحباط والجو المأساوي عندهم، الهزيمة تحيط من كل جانب عند العدو.
حصل اتفاق بوقف اطلاق النار والعدوان، هذا الاتفاق ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدا يتطلب انشار الجيش في كل الجنوب جنوب الليطاني ليتحملوا مسؤوليتهم عن الأمن واخراج العدو من هذه المنطقة.
التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، لا يراهنن أحد على مخالفة الاتفاق، نظرتنا للجيش وطني قيادة وضباطا وأفرادا، وسينتشر في وطننا وهؤلاء أبناؤنا بمهمتهم المقدسة بحفظ الأمن في لبنان وعلى الحدود.
هذا الاتفاق تحت سقف السيادة وافقنا عليه، والمقاومة قوية في الميدان ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، هنا لا بد من أن أشكر أولا لله تعالى العلي القدير الذي مكننا ووفقنا ودعمنا وثبتنا، كنا دائما نشعر أن الله معنا يسددنا في الميدان ويوفقنا، اسألوا المقاومين يخبرونكم عن أعمال لا يعرفون كيف حصلت، الشكر له لأنه نصرنا.
والشكر والاعتزاز برجال المقاومة في الميدان، رجال الله الذين أذلوا العدو وواجهوه مواجهة أسطورية، أنتم قمة الجهاد وخلاصة العطاء، العنفوان والعزة، قوة البأسن يا طهر الأرض ويا نور السماء أنحني أمام تضحياتكم أيها المحررون للأرض والانسان.
والشكر لشهدائنا الكبار الذين عبدوا لنا طريق القوة والعزة، وكل شهدائنا كبار لأنهم تعالوا عن هذه الدنيا ورفضوا الذل، كل الشهداء في القرى والمدن من الرجال والنساء والمقاومين وعموم الناس هم الأطهار وعلى رأسهم نصرالله.
أشكرك يا سيدي نصرالله ومولانا لأنك كنت شرارة الانتصار ومعبد الطريق بالمقاومة والجهاد، ومعك رفيق الدرب السيد صفي الدين، تحية اكبار لشهداء الجيش اللبناني الذين صمدوا وضحوا وقدموا في كل معركة، إلى شهداء الأجهزة الصحية والاسعافية والدفاع المدني من كل الجهات، وللجرحى أسأل لهم الشفاء وان شالله يكون الفرج قريبا.
ننحني لأهلنا أشرف الناس وأطهر الناس وأوفى الناس، نبارك تضحياتكم وثباتكم واحباط عدوكم، كل الاعتزاز والشكر للصامدين والنازحين والمدمرة بيوتهم وقراهم، لعوائل الشهداء والجرحى، والمقاومين على خط النار، في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت والشمال، أنتم عشق المقاومة وحب التحرير، نعتز بأبناء وطننا من الطوائف الذين أحاطوا أهلنا وكانوا سندا لقوة لبنان وتحريره، من استهدف اخضاعكم خضع ومن توحش في تدمير كل شيء ألجمتم رسنه فتوقف مرغما بثباتكم.
الشكر الكبير للمفاوض السياسي المقاوم الرئيس بري ورئيس الحكومة والوزراء على عملهم وجهادهم، والجيش قيادة وضباطا وعناصرا، والاعلام الشريف الذي أظهر حقنا وصدق في ما عمل وثبت وحدتنا، والأجهزة الصحية والأطباء والاسعاف والدفاع المدني، أخصص حركة أمل قيادة وعناصر وأهالي، فحزب الله وأمل روح واحدة في تنظيمين وقلب واحد في الدفاع عن لبنان وتحريره واستقلاله، ألسنا جميعا أبناء موسى الصدر؟ أولسنا معا مع امام المقاومة في لبنان؟
هنا الشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وشعبا وحرسا.
الشكر للخامنئي الذي يرعى ويوجه ويدعم ويدعو ويؤيد على نهج الامام الخميني.
الشكر لحرس الثورة، خصوصا القائد قاسم سليماني الذي أسس وبنى.
الشكر للشعب الايراني المحب والعطوف.
والجمهورية الاسلامية برئيسها وكل العاملين فيها.
نشكر اليمن الأبي وخاصة عبد الملك الحوثي الشجاع الجريء الداعم خاصة قضية فلسطين.
للعراق الأبي عراق الشهامة بمرجعيته وحشده وشعبه فهو رمز للعطاء وهنا نتذكر الشهيد أبو مهدي المهندس.
لسوريا على حضانتها للمقاومة وأهلها.
نبقى دائما مع هؤلاء على درب التحرير.
خلاصة المشهد
دعمنا لفلسطين لن يتوقف نعتبر أن فلسطين والقدس هي قبلة الأحرار والتحرير بالنسبة لنا هدف يمكن الوصول إليه بطرق مختلفة وبرز دعمنا في الميدان وسيستمر بطرق مختلفة.
1- سنتابع مع شعبنا وأهلنا عملية الاعمار واعادة البناء وفي هذه المرحلة الايواء الكريم، وهي عملية كبرى تتطلب جهودا وتعاونا وصبرا لدينا الاليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة وكل الدول والمنظمات التي تريد دعم لبنان لاعادة لبنان أجمل
2- سنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس رئيس الجمهورية وان شالله يتم الانتخاب في الموعد المحدد في 9 كانون الثاني.
3- سيكون حضورنا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فاعلا ومؤثرا بما يتناسب ظروف البلد.
4- سيكون عملنا بالتعاون مع السياسين الذين يؤمنون الوطن لجميع أبنائه، ونأسف لمن راهن على اضعاف الحزب وعودتنا مظفرة بوجه اسرائيل، سنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد المستقل في اطار اتفاق الطائف.
5- سنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية وستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان وفي الطليعة مع جيشنا الوطني.
مبارك هذا الانتصار هو لنا جميعا ولكل من أحبه.