لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران مجرد "مفرقعات"، كما يراها بعض المراقبين، بل كانت خطوة مدروسة أثارت تحذيرات من طهران بشأن احتمالات تصعيد مستقبلي، هذا التصعيد يأتي في ظل سلوك متدرج مشابه لما اتبعته إسرائيل مع حزب الله في لبنان.
وعقب تصاعد النزاع، أبدت إسرائيل عدم استعدادها لصراع واسع النطاق، لكنها بدأت تدريجياً في تجاوز الخطوط الحمراء، وقد شملت الضربات الإسرائيلية الأخيرة تكثيف الهجمات على جنوبي لبنان، مما أدى إلى استشهاد قادة بارزين في حزب الله وتدمير مرافق عسكرية.
ورغم الضغوط العسكرية، تُظهر التحليلات أن "إيران قد لا تتجه نحو رد فوري"، ويعتقد الخبراء أن "استراتيجيات إسرائيل مع إيران تختلف عن تلك المستخدمة مع حزب الله، حيث أن الضربة الأخيرة استهدفت بشكل مباشر قدرات الدفاع الجوي الإيراني"، ما يشير إلى أن "التهديد الإسرائيلي لا يقتصر على مواجهة الوكلاء فقط بل يشمل الدولة الإيرانية نفسها".
وتحذر بعض الأصوات الإيرانية من أن "إسرائيل قد تسعى لتطبيق "نموذج حزب الله" في تعاملها مع إيران، وهو نموذج يتسم بإجراءات تدريجية وتهدف إلى تآكل القدرات الإيرانية قبل تنفيذ هجمات أكبر"، ويرى الناشطون الإيرانيون أن "عدم الرد الحاسم قد يؤدي إلى زيادة غطرسة إسرائيل".
ومن المتوقع أن تسعى إيران لتوجيه حزب الله لزيادة التصعيد في لبنان كوسيلة للضغط على إسرائيل، وفي الوقت نفسه، قد تفضل إيران عدم تسريع برنامجها النووي في ظل المخاطر المرتبطة بالضغوط العسكرية الإسرائيلية.