في خطوة تُعد غير مسبوقة، شنت الولايات المتحدة غارة جوية استهدفت مستودعات أسلحة تحت الأرض تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، باستخدام القاذفة الاستراتيجية الشبح B-2 Spirit للمرة الأولى.
وصرح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن هذا الهجوم هو استعراض لقدرة الولايات المتحدة على ضرب أي منشأة يدفنها خصومها في الأرض، بغض النظر عن مدى عمقها أو تحصينها.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" للكاتب لئور بن آري، جاءت هذه الهجمة وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، ومع اقتراب الرد الإسرائيلي الموعود على التهديدات الإيرانية بالانتقام. ووفقًا للتقارير، استهدفت الغارة مواقع تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، مستخدمة قاذفات B-2 Spirit التي تُعد من أخطر وأقوى القاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل حمولات ثقيلة جدًا من الأسلحة، وتُعد الخيار الأمثل في حال قررت الولايات المتحدة مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل.
المصادر التي تحدثت مع شبكة "سي إن إن" أوضحت أن عدة قاذفات من طراز B-2 شاركت في هذه العملية، وأنها استهدفت مستودعات أسلحة تحت الأرض تحتوي على أسلحة متطورة يستخدمها الحوثيون لضرب أهداف عسكرية وسفن مدنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضاف أوستن أن هذه العملية تُظهر قدرات الولايات المتحدة في التعامل مع التهديدات في المنطقة، قائلاً: "هذه العملية تبرز قدرتنا على الوصول إلى أي هدف مهما كان عميقًا ومحصنًا". كما أكد أن استخدام قاذفات B-2 Spirit طويلة المدى يظهر القدرة الهجومية العالمية للولايات المتحدة التي تتيح لها استهداف مثل هذه الأهداف في أي وقت وفي أي مكان.
وأشارت المراسلة الأمنية لـ"فوكس نيوز"، جينيفر غريفين، إلى أن القاذفات انطلقت من قاعدة جوية أميركية في ولاية ميسوري، وأكدت أن استخدام هذه القاذفات في هذا الصراع كان هدفه إرسال رسالة واضحة لإيران ووكلائها في المنطقة.
وأضافت أن هذه القاذفة الاستراتيجية تُعتبر الطائرة الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57 A/B الضخمة التي تزن أكثر من 12 طنًا.
وتُعد هذه القنابل الضخمة، المعروفة باسم "أم القنابل المخترقة للمخابئ"، ضرورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية المدفونة في أعماق الأرض، مثل منشآت نطنز وفوردو. ومع ذلك، أشارت تقارير سابقة إلى أن إيران تعمل على حفر أنفاق جديدة في نطنز، ويُقدّر أن العمق الجديد لهذه المنشآت يتراوح بين 80 و100 متر، وهو عمق قد يكون صعبًا حتى بالنسبة لقنابل GBU-57.
وأفاد التقرير بأن الولايات المتحدة تعمل على منع إسرائيل من شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية لتجنب اندلاع حرب شاملة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفقًا للتقارير، حصلت واشنطن على تعهد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم استهداف المنشآت النووية أو المنشآت النفطية الإيرانية. في الوقت ذاته، تسعى واشنطن إلى تعزيز الردع ضد إيران من خلال إرسال منظومة الدفاع الجوي THAAD إلى إسرائيل، والتي سيتم تشغيلها من قِبل 100 جندي أميركي.