كتب وجدي العريضي في “النهار”:
تتّجه الأنظار إلى القمة الروحية التي ستعقد في بكركي الأربعاء المقبل، ما لم يستجد أي تطور يحول دون ذلك. وهي تأتي بعد لقاء عين التينة الثلاثي الذي أعطي أكثر من تفسير، ولو أنه لم يبدل الواقع، بدليل أن العناوين التي أطلقها ذابت سريعاً. وكان برز توجّه لعقد قمة روحية في دارة الطائفة الدرزية، وحصلت مشاورات لهذه الغاية، إلا أن الظروف لم تكن مؤاتية. الآن المرحلة استثنائية وتستوجب التحرك للجم أي خلافات داخلية قد تنعكس واقعاً طائفياً ومذهبياً، وخصوصاً أن مسألة النازحين بدأت تثير بلبلة في بعض المناطق، وصولاً إلى حالة الانقسام السياسي العمودي.
لطالما نفّست القمم الروحية الاحتقانات، ولكن يذكّر أكثر من مسؤول سياسي بأن أي قمة تحتاج أولاً وأخيراً إلى غطاء سياسي كي تنجح، وإلا سيكون مصيرها كسابقاتها، لأن معظم رجال الدين يتبعون لبعض المرجعيات السياسية، ومنهم من لا يمكنهم أن يغردوا خارج هذا السرب.
ولكن ماذا عن قمة بكركي؟ وهل من بيان سيكون مفصلياً ويتلاءم مع الواقع الراهن بكل تجلياته؟
مصادر مطلعة ومواكبة للتحضيرات، تكشف لـــ “النهار” أنّ العناوين الأساسية التي ستثار هي تداعيات الحرب، والتضامن الوطني بين جميع الطوائف والمذاهب والمكونات السياسية والشعبية، باعتبار ذلك عاملا أساسيا وضروريا في هذه المرحلة للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. وتلك مسألة ستأخذ حيزاً أساسياً من المواكبة، للبقاء في جهوزية تامة حول قضية النازحين، لأن هؤلاء لبنانيون وعلينا احتضانهم. ولكن في الوقت عينه يجب أن يكون هناك إجماع وطني، إذ إن أي خلل في التوازن والخلافات يؤدي إلى اختلال السلم الأهلي. وسيتم التطرق إلى انتخابات رئاسة الجمهورية وضرورة التوافق السريع والفوري على انتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة، لانتظام البلد ومؤسساته الدستورية، بعيداً من المماطلة والتسويف. وسيكون هذا البند من العناوين البارزة، لأنه لا يمكن بقاء البلد في ظل الشغور الرئاسي الذي له تداعياته السلبية على الحياة السياسية والدستورية.
وتتابع أن المشاركين في القمة يسعون إلى إصدار بيان واضح وجامع وإطلاق صرخة مدوية تدين العدوان الإسرائيلي وتدعو إلى وقف الحرب فوراً، وبالتالي تطبيق القرار 1701 .
وتؤكد المصادر أن ثمة مشاركة من كل رؤساء الطوائف الروحية.
وهل سيشارك نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب؟ تجيب بأن المونسنيور عبدو بو كسم كان له دور في هذا الإطار من خلال المساعي التي سبق أن قام بها، وبالتالي إن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اتصل به شخصياً وبسائر رؤساء الطوائف، ودعاهم إلى القمة ولم يستثن أحداً من التواصل، وتمنى عليهم المشاركة والتوافق على البيان المشترك. وثمة لجنة ستعدّ هذا البيان وفق العناوين المشار إليها.
وماذا عن الغطاء السياسي للقمة؟ ترد المصادر بأن الغطاء موجود من كل المرجعيات السياسية، وثمة تواصل جرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعم الأبرز للقمة، ما يعني أن لا تباينات أو خلافات حول كل ما يحيط بها، بل إجماع على المشاركة والتوافق والتضامن