كتب نادر حجاز في mtv:
كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوط الحمراء، ذاهباً بعيداً في مشروعه ضدّ حزب الله، مستغلاً السبل التي تسهّل عمليته البرية في جنوب لبنان، لا سيما وأن الاجتياح المباشر من القرى الجنوبية سيكون مكلفاً، وهذا ما أثبتته الأيام الماضية.
يضع الإسرائيلي سيناريوهات عدة على الطاولة، محاولاً الالتفاف على جبهة الجنوب وإحكام حصار لقطع خطوط الإمداد. ويبدو أن عينه على الجبهة السورية، وتحرّكاته في الأيام الماضية هناك تنبئ باقتراب تنفيذ مخططه القديم الجديد، الذي سبق وطرحه آرييل شارون في حرب ١٩٧٣، ويقوم على تنفيذ عملية برية لفتح ممرّ له انطلاقاً من الجولان السوري باتجاه البقاع والجنوب.
وبينما أشارت القناة 14 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعمل على إنشاء سياج أمني على الحدود مع سوريا لمنع عمليات التسلّل، توغلت قوة إسرائيلية مدعومة بالجرافات والآليات العسكرية، يومي الخميس والجمعة، داخل أراض سورية في القنيطرة، حيث قامت بجرف مساحات بطول ٥٠٠ متر وعرض كيلومتر واحد، وضمّها الى الجانب الإسرائيلي، من خلال وضع سلك شائك يفصلها عن الجانب السوري، كما أفاد موقع "تجمع أحرار حوران".
تثير هذه التحركات تساؤلات كثيرة، في منطقة تخضع للسيطرة الروسية، إضافة إلى الصمت الرسمي السوري عن هذا القضم الإسرائيلي لأراض سورية، بالتزامن مع نشر أخبار تشكّك بحصول هذا التوغّل، خلافاً للمعلومات والمعطيات الميدانية والمحلية التي تؤكده.
الكاتب السياسي منير الربيع كشف، عبر موقع mtv، عن معلومات تفيد بأن الروس انسحبوا، ليل السبت - الأحد، من بعض النقاط في القنيطرة، وكأن هذا الأمر يمهّد لدخول إسرائيلي وشيك، في ظل معطيات بأنّ إسرائيل تخطط للدخول والتموضع في بعض النقاط هناك، كقرية بيت جنّ المقابلة لشبعا من الجهة السورية، لقطع الطرق التي يستخدمها حزب الله في تلك المنطقة.
وأشار الربيع إلى أن الإسرائيليين سبق وناقشوا مع الأميركيين فكرة إمكانية فصل الجغرافيا اللبنانية عن الجغرافيا السورية في الجنوب، إلى جانب قطع طرق الإمداد من خلال الدخول عبر الأراضي السورية إلى منطقة البقاع، وتحديداً من مناطق رخوة عسكرياً كالبقاع الغربي، وصولاً إلى مثلث كفرحونة.
وعبر هذا السيناريو، يخطط الإسرائيلي، وفق الربيع، إلى القيام بإنزالاتٍ ربما، في مناطق استراتيجية كتلال تومات نيحا أو جبل صافي وجبل الريحان، والتي تسمح له بكشف الأراضي السورية والفلسطينية كما الجنوب والبقاع.
تتجه الأنظار إلى الجولان، والتبعات الكبيرة لإقدام الإسرائيلي على هذا المخطط، وكان فعلاً عمد قبل حوالى الشهرين على نزع الألغام في منطقة السياج الحدودي ودفع بقواتٍ إضافية إلى هناك.
قد تحمل الأسابيع المقبلة مستجدات كثيرة، الثابت الوحيد فيها أن الحرب طويلة ولا نزال في بدايتها. فنتنياهو يمارس جنونه من دون أي رادع، إن لم يكن بضوءٍ أخضر لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، على قاعدة أمن إسرائيل أولاً، ولو على حساب كل الحدود.