الرئيسية أخبار محلية
الخميس 10 - تشرين الأول - 2024

ترانسفير شيعي إلى بغداد بتسهيلات إيرانية...العراق دولة شيعة العرب؟

ترانسفير شيعي إلى بغداد بتسهيلات إيرانية...العراق دولة شيعة العرب؟

كتبت المركزية: تهجير شيعة لبنان إلى العراق لم يعد مجرد افتراض، علماً أن ارجحيات عديدة تُطرح على طاولات القرار اليوم، ومن بينها عودة هؤلاء النازحين إلى لبنان بعد انتهاء الحرب. لكن إلى أين يعودون وأين يسكنون بعدما سوِّيت منازلهم بالأرض بفعل الغارات الإسرائيلية؟

العنوان صادم خصوصا أن مشروع الترانسفير الجاري نتفيذه عبر الحدود اللبنانية -السورية-العراقية كان يفترض تنفيذه في حرب الـ2006 إلا أن حزب الله حال دونه. اليوم تغيرت المعادلة وتحديدا داخل حزب الله بحيث بات جنوب العراق الملجأ الأكثر أمانا لقادة حزب الله وعائلاتهم.

ملامح مخططات الشرق الأوسط الجديد من تهجير وإعادة توطين لتقسيم المنطقة طائفيًا بدأت تتظهر مع عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023 فهل يتحول جنوب العراق إلى "دولة شيعة العرب"، ويُصار إلى توطين سنة غزة في صحراء الرمادي الواقعة على مسافة 108  كيلومترات غرب العراق وتُعد بوابة البلد باتجاه السعودية والأردن وسوريا؟

ماذا وراء التسهيلات العراقية لشيعة لبنان؟ وهل يكون البديل بإقامة منطقة عازلة لإسرائيل أم يستبدل شيعة الجنوب والضاحية بالنازحين السوريين ؟ أسئلة توحي بتغييرات ديمغرافية في لبنان بدءاً من تفريغ الجنوب والضاحية من المكون الشيعي إلى تهجير سنة غزة إلى غرب العراق ضمن مخطط إعادة رسم الخارطة السكانية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

سيناريوهات عديدة يطرحها محللون وخبراء عسكريون ومنها ما يتناقض مع بعضه البعض. نبدأ بالترانسفير الذي يؤشر لتغييرات ديمغرافية كبيرة ويبدو انها تندرج من ضمن لعبة الشرق الأوسط الجديد بحسب ما تفيد  مصادر سياسية "المركزية" ومن أبرز النقاط الواردة فيها،  إقامة شريط عازل في جنوب لبنان وتهجير أبناء الطائفة الشيعية إلى الداخل ومنه إلى سوريا فالعراق.

وتلفت إلى أن مشروع التهجير بدأ مع تهجير شعب غزة، إلا أن حزب الله لم يفهم الرسالة في وقت جلست كل من إيران وسوريا على الحياد،  إلى أن وصل الموسى إلى ذقن بيئته فكان الخيار المرّ بالنزوح إلى جبل لبنان والشمال. لكن إذا استمرت الحرب فالأكيد أن أيا من هاتين المحافظتين لن تستوعبا المزيد من أعداد النازحين كما لا يمكن الرهان على الشارع لأننا مقبلون على موسم الشتاء، وكذلك الحال بالنسبة إلى المدارس والجامعات الرسمية التي ستعيد فتح أبوابها لاستقبال الطلاب.

خيار التوجه نحو العراق لم يكن في يد النازحين، إنما جاء بناء على معلومات مؤكدة عن تأمين حزب الله شققاً سكنية وتسهيلات عديدة.وبحسب المصادر فقد دخل العراق حتى اليوم حوالى 6000 نازح شيعي من لبنان وذلك عبر مطاري بغداد والنجف ومنهم من يصل إليها برا من سوريا بعد التجمع في نقطة قرب مقام السيدة زينب إلا أن الرحلة برا تستغرق حوالى 30 ساعة لكنها تبقى أفضل من النوم في العراء والتشرد في الشوارع!.

ويدخل النازحون الشيعة برا إلى العراق من دون فيزا أو حتى جواز سفر وتكتفي السلطات العراقية بالبطاقات التعريفية أو جواز المرور الذي يصدر عن السفارة اللبنانية في دمشق كما يُسمح لهم بالدخول في سياراتهم الخاصة اما الطلاب فيسمح لهم بالدخول مجانا إلى المدارس للتعلم ونيل الإفادات نهاية السنة،  مع توفير كافة المستلزمات الضرورية والمساعدات الإنسانية والإغاثية. وحاليا يتم تجهيز المخيمات التي كانت معدة للنازحين لإعادة فتحها بعد إعادة تأهيلها فهل بدأ تنفيذ مخطط تهجير شيعة لبنان إلى أرض العراق؟

العودة إلى تصاريح المقربين من رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو وتحديدا جناح اليمين تكشف عن خفايا المخطط الجاري تنفيذه. إذ يتركز الكلام على فكرة إعادة توطين سكان جنوب لبنان في بلد آخر وهذا ما تُرجم على أرض الواقع بعد تهجير حوالى مليون و 300 الف شيعي من الجنوب والضاحية وبعلبك والبقاع ومنهم من غادر إلى سوريا. إلا أن سوء معاملة النظام السوري للنازحين الشيعة وعائلات القياديين دفعت بهم للنزوح هربا إلى العراق.

وتلفت المصادر إلى الاستراتيجية العسكرية التي تعتمدها إسرائيل لضمان عدم عودة الشيعة إلى بيوتهم وذلك عبر تدمير المباني والمؤسسات بشكل كلي مما يؤكد على النية بتجريد المناطق من السكان كما السلاح .

في السيناريوهات المناقضة، تنفي مصادر معارضة وجود مخطط تهجير لشيعة لبنان وتلفت عبر "المركزية" الى أن التسهيلات التي تقدم للنازحين الشيعة إلى العراق مصدرها إيران ولا يوجد مخطط أميركي- إسرائيلي لتهجير الشيعة من لبنان. وبعدما انكشفت أوراق بشار الأسد ونواياه تجاه حزب الله وقياداته من خلال إقفال كل المكاتب التابعة للحزب بعد اغتيال حسن نصرالله، فإن المكان الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه قيادات حزب الله وعائلاتهم هو العراق .

من هنا، تتابع المصادر، أن أي كلام عن شرق أوسط جديد مبني على النقاط التي حددها نتانياهو وفقا لقاعدة أنه "يدافع عن العالم الحر من وحشية وهمجية أذرع إيران للذهاب إلى شرق أوسط ينعم بالسلام" ليس إلا وهماً.  فالحزب وإيران يدركان تماماً أن لا مكان آمن لقادة وحلفاء الحزب إلاّ في العراق. أما قرار بقائهم فهذا شأن إيراني بحت ويحدده مسار الحرب. فإذا انتهى حزب الله بجناحه العسكري يبقى الشيعة في العراق خصوصا أن البيئة اللبنانية التي كال لها الحزب العداء الكامل واغتال من صفوفها قياديين وسياسيين وإعلاميين معارضين لمحور الممانعة غير قابلة لاحتضانه على المدى البعيد.

قد يكون هناك من ذهب إلى العراق ولن يعود. إلا أن عقلية إبن الجنوب على مدار التاريخ تؤكد أنه لا ولن يترك أرضه! لكن ماذا لو كان هناك تاريخ جديد يُكتب بعنوان نهاية حقبة وبداية أخرى؟