الرئيسية فنون
الخميس 05 - أيلول - 2024

شكرًا جورج خباز وعادل كرم… على أمل ما نبقى خيال صحرا

شكرًا جورج خباز وعادل كرم… على أمل ما نبقى خيال صحرا

23 سنة، أعيش كخيال صحرا! ما المقصود؟ لم أعرف أن أميّز بين الطوائف في صغري، حتى كبرت وتعلّمت. آسفة، بل اضطررت أن أتعلّم، إن شئت أم أبيت، لأن هذا هو الواقع المفروض على اللبناني، أن نقسّم ونتقسّم بحسب الأديان والطوائف.

على الرّغم من التّقسيم، نبقى دلال وأنا نحتسي كوب القهوة وندردش، نتّبع مبدأ "كل مين ع دينو الله يعينو"، فنحن تشاركنا المغامرات الجامعيّة سويًّا، و واجهنا الأوقات الجميلة والصعبة، لتعود كل منّا إلى بيتها.

لكن للأسف، تبقى مسرحيّة "خيال صحرا" معاشة في واقعنا اليوم، فرغم أنّ "الجامعة تجمع" وصحيح أنّها جمعتنا بالإختصاصات، إلّا أنّ الطوائف فرّقتنا. عندما اجتمعنا في بيروت، رأينا أنّ كل فرع في الجامعة يفرّق أبناء المنطقة الواحدة خلف متاريس الطائفية. و "كل واحد ناطر التّاني ع نكزة".

إلّا أنّ بقينا دلال وأنا كنبات حكيم الصّحراء نتعايش مع كافّة الظروف متسلّحين بالحكمة في نقاشاتنا كحَلوة جانبيّة تطيّب مرّ القهوة.

جورج خبّاز وعادل كرم نموذج عن حياتنا، فكلّ منهما مثّل مقاومة، الإسلاميّة والمسيحيّة، من أجل شرعيّة الحروب لمناهضة خطر الوجود، لكن من بقي؟ الزّعيم؟

أمّ شهيد المقاومة الإسلاميّة إتّشحت بالأسود على إبنها و أمّ شهيد المقاومة المسيحية إتّشحت بالأسود على إبنها، توحّدتا في خسارة فلذتًي كبديهما في سبيل قضيّة واحدة إسمها لبنان لكن فرّقتهما الطّائفية. 

"نحن ما متنا بس لازم نشوف مين مات". نحن جيل لا نريد حرب الطوائف بل نريد النضال الفكري، نريد الروح التّنافسية على العلم والمعرفة وليس التّنافس على الحرب والموت.

وإلى جورج خبّاز وعادل كرم، شكرًا على تقديم رسالة بين الدّمعة والضحكة، وهنا نشهد على الإبداع اللّبناني نصًّا وتمثيلًا، الّذي قدّم ولايزال يقدّم الأفضل على المسرح وجعلنا نرفض أن نبقى خيال صحرا.

وللمنتقدين، هل شاهدتم المسرحيّة؟

 

نردين يعقوب