21-03-2024، شو هالتاريخ المنفصم متل الحال بلبنان
اليوم بداية الرّبيع وعيد الأم، بنص الوجع رفضت الطّبيعة تحتفل، رفضت تضحك وتضوّي، حتّى الشمس اختفت وقررت تنحجب ورا سواد العواصف...
كيف معقول تنبسط وفي بيوت بجنوب لبنان لبست الأسود؟ في بيوت الأمّهات فيها صارت "أم الشّهيد"، خسرت أطفالها وشبابها بعز ورونق عطائهم...
كيف معقول تلمع وفي بيوت ببيروت وروم وبيصور وجزين وزحلة وطرابلس وبعلبك، اندفن قلبها بـ4 آب؟ في بيوت الأمّهات صارت فيها "أم القلب المنطفئ" وبعدها لليوم ناطرة تعرف مين اللي اغتال قلبها؟
كيف معقول تفرح وفي بيوت بالأشرفيّة وكسروان وجزين و... بعدها لليوم ناطرة؟ في بيوت الأمّهات صارت فيها "أم المفقود" في السجون السورية أو الاسرائيلية أو...، راحوا وبعدنا ناطرين يرجعوا، وينن؟
كيف معقول تضوّي، وفي بيوت بكل لبنان صارت فاضية؟ في بيوت الأمّهات فيها صارت "الأم المنسية"، تركوها لحالها لا في مين يسأل ولا يوانس...
تاريخ منفصم...
بالمقابل، بيروت الفرح، بيروت العيد عم تعيّد وتشعشع من روح لبنان، لتفرجي للعالم أجمع انّو نحن شعب ربّتنا أمّهات مقاومات وشو ما كانت تسمية هالمقاومة مسيحية أو اسلامية... كلها على مبدأ وقضية واحدة هي "بقاء لبنان"...
نحن شعب ما بيموت، منوقع، منتفركش، منتعثّر، بس منرجع منقوم، هيك نحن صلبين، متل جبال صنين وأرز بشري والباروك...
هيك أمّهاتنا ربّونا على الصّمود، وما ننحني إلّا للخالق...
ما فيي إلا ما أوصف لبنان بـ"الربيع"، عواصفو منسخّرها للجمال، بعد كل الشتي ما في أجمل من الدّفا والورود بالحقلة وريحة زهر الليمون، ولذة وطياب الجنارك والأكدنيا واللوز الأخضر...
ما بقدر ما قول "لبنان قلب الأم"، لو شو ما صار فيه بيبقى هو مرجع كل المحيط، الله ميّزو بحنّيّة شعبو، وقوّة شبابو، وحكمة كبارو، وفطنة وادارة نساؤو... وشو ما يصير فيه بيلملم أشلاؤو وبيرجع بيلمع متل "قلب الأم"...
الله يخلّي كل أم ولو عايشة بغصة وحرقة وألم... انت مش بس "أم" انت أكبر من الدّني لأنو انت الحياة...
شيرين الياس حنا