أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء كانون الثاني، فرض عقوبات على رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، وإدراج اسمه في قائمة الإرهاب التابعة للاتحاد، ليصبح ثالث قيادي بالحركة مدرج على اللائحة ذاتها.
وفي كانون الأول الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان، إدراج اثنين من قادة حماس على "قائمة الإرهاب"، مشيراً إلى أن القياديين هما "محمد ضيف (رئيس أركان "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة)، ومروان عيسى (نائب الضيف)"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي نفذته الحركة في تشرين الأول على البلدات الإسرائيلية الجنوبية.
وقال المجلس في بيان على موقعه الإلكتروني، الثلاثاء: "قرر المجلس اليوم (الثلاثاء) إضافة فرد واحد إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، وهو يحيى السنوار، الزعيم السياسي لحركة حماس".
كما أوضح أن "القرار يأتي جزءاً من رد الاتحاد الأوروبي على التهديد الذي شكلته حماس وهجماتها الإرهابية الوحشية والعشوائية في إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023″، واعتبر العقوبات "فعالة اعتباراً من اليوم".
بعد إدراج اسمه في القائمة، يخضع السنوار إلى "تجميد أمواله وأصوله المالية الأخرى في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، وفق البيان، كما يحظر أيضاً على مشغلي الاتحاد الأوروبي، توفير الأموال والموارد الاقتصادية للسنوار.
ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن السنوار هو العقل المدبر لهجمات 7 تشرين الأول التي نفذتها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، على مستوطنات بغلاف غزة.
فيما لم يصدر تعقيب فوري من "حماس" على قرار الاتحاد الأوروبي حتى الساعة 23:30 (ت.غ).
ومنذ 7 تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
من هو يحيى السنوار؟
ولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة لاجئة، تعود أصولها إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب إسرائيل، وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، التي تحول اسمها أواخر عام 1987، إلى حركة "حماس".
ودرس السنوار المكنى "أبو إبراهيم"، في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وخلال دراسته الجامعية، ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابية لجماعة الإخوان.
وأسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان، الذي عُرف باسم "المجد"، عام 1985، والذي تركز عمله على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
وفي 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّداً في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
واعتقلت إسرائيل السنوار في 20 كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عاماً، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".
وقضى السنوار 23 عاماً متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط".
وبموجب الصفقة التي نفذت في 11 تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولي مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".
وفي سبتمبر/أيلول عام 2015، أدرجت الولايات المتحدة السنوار، مع اثنين من قادة حماس، وهما "محمد الضيف" القائد العام لكتائب القسام، و"روحي مشتهى" عضو مكتبها السياسي، في لائحة "الإرهابيين الدوليين"، أيلول عام 2015.
وأسفرت نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس في قطاع غزة، في آذار2021، عن انتخاب يحيى السنوار، رئيساً للحركة في القطاع.
ووضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار، على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.