تطرق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مقابلة عبر قناة "OTV" الى موضوع المفاوضات على الحدود البرية ومبادرة الموفد الاميركي آموس هوكستين، لافتًا الى أنها "تقتصر على أمور بسيطة نسبة للحل الذي نتطلع اليه وتحرير مزارع شبعا يحتاج الى قرار من الكنيست وقصة الحدود البحرية تحتاج الى وجود رئيس للجمهورية". وقال: "كل المعنيين يدركون انه يمكن اقرار اتفاق او القيام بأي أمر يساهم بالترسيم ولكن الانتهاء منه يحتاج الى وجود رئيس. الهدف جيد ولكن سقف الحل قليل نسبة لما نريده".
واعتبر أن "هوكستين سيطرح حلًّا في زيارته الى لبنان ولكن اذا كان يقتصر على 13 نقطة فلن يكون كافياً". وقال باسيل، تعليقًا على الدور المسيحي ما بعد حرب غزة: "يجب ان نفكر أولاً بدور لبنان ويجب ان يؤمن ثنائيات أساسية أولها الدولة التي نعيش فيها سوية والوحدة الوطنية التي تتضمن الشراكة كذلك الاستراتيجية الدفاعية المتلازمة مع السيادة الوطنية وهذه العوامل كلها تحمي لبنان. يجب أن نفكر بثلاثة أمور أساسية لبناء مستقبل لبنان أولها تحييده عن الصراعات وليس الحياد من دون ان يفك التزامه بقضايا المنطقة وبالقضية التي لديه عليها اجماع عربي كالقضية الفلسطينية أو قضية الصراع مع اسرائيل، ايضا هناك تطوير النظام وركيزته اللامركزية الادارية وأخيراً خلق نموذج اقتصادي ومالي يرتكز على الانتاج وتمويل الاستثمار وركيزته الصندوق الائتماني".
وردا على الحديث عن ان ما مكّن "حزب الله" من أن يكون لديه هذه القوّة هو ورقة التفاهم مع "حزب الله"، سأل باسيل: "خلال التحرير في العام 2000 هل كانت وثيقة التفاهم بين الحزب والتيار؟"، وقال: "إننا لم نقدم له سوى موقف سياسي لبناني وهذا واجب علينا لأنه من الطبيعي أن نكون بجانب اللبناني ضد الاسرائيلي وسواء ربح أو خسر حزب الله سنبقى ونعيش مع "الشيعة".
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، وقال: "هناك مشروع إما يوصل الى نجاح او الى فشل ولا نريد ان نكون جزء من مشروع يكتب له الفشل. نقبل بمواصفات الحد الادنى ويكفي أننا تنازلنا عن التمثيل وعوضًا عن ان يكون تمثيلًا مباشرًا نقبل بالدعم ولكن أن ينتخبوا رئيسًا للجمهورية دون المسيحيين لن تمرّ وهذه ستشجع على فكر التقسيم والفدرلة. هناك حلّ منطقيّ ألا وهو التوافق ونشارك فيه اذا كان مناسباً. ما يسيرنا قناعتنا بالشخص والبرنامج واذا لم نقتنع نطالب ببديل سياسي".
وحول تقديم واجب العزاء بوالدة قائد الجيش جوزاف عون وزيارة رئيس تيار المردة خلال الجولة التشاورية، قال باسيل: "موقفنا ثابت بالحالتين. تعزية قائد الجيش واجب اجتماعي والامور لم تتغيّر والتيار قدم الطعن بالتمديد. أما بخصوص اللقاء مع فرنجيه أيضا لا حواجز تفصل بيينا وبين الأشخاص عندما نقوم بأمر يحمل شيئا جيدا للبلاد وتلك الزيارة ساعدت على تأمين اجماع على طرح الخمس نقاط الذي طرحناه ضمن الجولة التشاورية ولكن هذا لا يغير موقفنا ونظرتنا بموضوع رئاسة الجمهورية الذي هو ايجابي من ناحية عدد كبير من المرشحين وبالتالي لدينا واجب ان نقوم بمسعى. حركتنا لم تتوقف لإيصال رئيس توافقي. وفي آخر لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وجدته إيجابياً. وأراهن أن يحصل تلاق بيننا ومع غيرنا على الحل من خلال انتخاب رئيس توافقي لأن الأسماء المطروحة حالياً ليس لديها فرصة للوصول إلا في حال اعتبر أحدهم أن الوضع الحالي من دون وجود رئيس يلائمه، وبالتالي لا لزوم لانتخابه في ظل وجود حكومة ومجلس نواب يمارسان المهام في ظل الفراغ الرئاسي".
وإذ دعا الى "عدم رمي الكرة في ملعب المسيحيين لأنهم اتفقوا بأغلبيتهم"، وقال: "أنا استبعد ترشيحي وهذه كأس أبعدها عن التيار حتى لا اريد تبني العهد نحن فقط سنسهّل والهدف الا نبقى بالفراغ واضراره كبيرة. إن فكرة دخولنا السلطة مهما كان الثمن ليست واردة كما فكرة ذهابنا الى المعارضة لأنها تؤمن ربحا أكثر ايضا ليست واردة لأنه علينا ان نفكر بمسؤولية، وبالتالي ليس واردا الذهاب باتجاه هذا الخيار او ذاك لأنه مربح لنا شعبياً بل علينا الاخذ في الاعتبار التجربة التي حصلت معنا. اننا نعيش أزمة وجود إما نرضخ لها أو نتذكّر من نحن. وممنوع على المسيحيين أن يكونوا خارج السلطة او الحكم او الدولة او الوطن ولا يمكن أن يكون هناك سلطة من دون المكون المسيحي والا لا تستقيم الامور. لا احد يستغيبنا او يعيش من دوننا".
أضاف: "في العلاقة مع القوات عندما دعانا البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي لبّينا. ليس لدينا رفض للآخر، لا مع القوات ولا حتى المردة وهذا الامر غير مقبول. والتقاطع الرئاسي أوجد توازنا. ولكن قلت إنه يجب أن يكون على أكثر من اسم كما طرحت التوافق على برنامج حكم وان يحصل مقاربة كاملة لعملية الانتخابات. نحن منفتحون لا بل مبادرون. وأتوجه للجميع في هذه المناسبة من الثنائي (الشيعي) إلى المعارضة، للقول إن الخيارات الحالية لا توصل إلى رئيس وفي حال وصل سيفشل وهذا ما لا نريده بل نريد النجاح وإعطاء أمل للناس. لذلك، تعالوا نتفاهم على شخصية ذات رؤية إصلاحية مع حكومة إصلاحية فالإصلاح ليس ترفاً".
وحول تفاهم مار مخايل، قال: "لن نكون بحالة عداء مع "حزب الله" مهما حصل ولكن لا يمكن ان نكون بحالة تبعية ولا يمكن ان نكون بحالة تحالف اذا كان هناك ركيزتان اساسيتان وهما بناء الدولة والشراكة الوطنية نختلف عليهما. هناك موضوع الدفاع عن لبنان. ليس بسيطا كذلك مسألة الوحدة الوطنية ولكن لا يكفي هذا لقيام تحالف. الحقيقة ان هناك تفاهما حيث أمكن واختلاف حيث يجب ان يكون اختلاف. ورقة التفاهم لا تستطيع رعاية العلاقة بيننا وبين "حزب الله" وقد فشلنا بأن نقول للناس ان هذا التفاهم بنى لهم دولة وقد قلت هذا الكلام في العام 2012 وليس اليوم. كنا نأمل أن نشهد الدور الاصلاحي كما الدور المقاوم. العلاقة مع "حزب الله" هي حول الموضوع".
أما عن العلاقة مع بري، قال باسيل: "على الصعيد الشخصي، أحبه كثيرا ولكن هناك أمور تبعا للتجربة التي يجب ان تكون علمتنا أنه يجب ان نتعاون عليها أكثر لنستطيع تخليص البلد كموضوع الرئاسة والدولة المدنية".
وعن المكون السنّي، قال: "نتعاطى مع القوى الموجودة ونتأمل أن يعود تيار المستقبل عن اعتكافه ويجب ألا يشعر أحد من الطائفة السنية أنه مبعد أو يمكننا عمل شيء من دونه".
وشدد من جهة أخرى، على أن للتيار " علاقة مع الدول وتحديدا الدول العربية"، وقال: "في لبنان، مصلحتنا في الديموقراطية والتطور العمراني والاقتصادي وهذا امر يستفيد منه اللبنانيون في الخليج كما في لبنان. هناك نوايا جيدة تجاه السعودية ونأمل ان تترجم. لدينا تفكيرنا بالعلاقة مع الدول نهتم بتلك العلاقة ولكن لا نقبل بالتبعية. نريد علاقة صداقة فعلية مع الدول وهذا كلفني العقوبات لأنني لم أقبل أن يفرض علي شيء".
وبالنسبة إلى حرب غزّة، قال: "إسرائيل أمام خيار من اثنين اما حرب طويلة لن تنتهي وموازين القوى فيها ليست بيدها بعد ان خاضت حروبا عديدة في غزة وبالتالي لن يكتب لها الغلبة بمنطق القوة وبالتالي عليها ان تتوجه الى منطق الحقوق والسلام والاندماج بالمنطقة وهذا يتطلب مقاربة اسرائيلية مختلفة عن تلك التي نراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف بتفكيره. المنطق الذي تتعاطى به اسرائيل، لم تعد الولايات المتحدة نفسها تستطيع احتماله. حتى في الحرب العالمية الثانية، لم يسقط قتلى ويصب اشخاص بجروح بالشكل الذي نشهده اليوم في غزة وكمية العنف تفوق الانسانية. وهنا على اسرائيل ان تذهب في اتجاه الاندماج وإلا سنبقى في صراع من يلغي الآخر على هذه الارض: الفلسطيني او الاسرائيلي".
وشدد على ان "هذا الصراع لن ينتهي بفوز طرف على آخر بضربة قاضية وتنتهي المعركة"، وقال: "صحيح أن ركائز الدولة الاسرائيلية اهتزت ولكن لا يجب ان ننسى الدعم الاميركي والغربي وهذا لا يمكن الاستهانة به وبالتالي لا نهاية لهذه الحرب. المشكلة اذا اكملت اسرائيل بهذا المنطق وشعر الاسرائيليون بالفوز قد لا يعودوا يريدون حلّ الدولتين".
وإذ سأل: "هل أزمة اسرائيل في غزة؟ ماذا عن الضفّة؟"، قال: "يوميا هناك اقتحام عسكري في غزة هكذا بدأت واظهرت التجربة ان لدى هذا الشعب قدرة كبيرة على القتال".
أضاف: "إننا مع منطق السلام لأن هذه المنطقة التي نعيش فيها خلقت فيها الديانات السماوية ومن هنا نحن مع فكرة العيش المشترك وأرض فلسطين هي التعبير عن هذا الشيء. والقدس يجب ان تكون المدينة المفتوحة لكل الاديان وهنا تخطئ اسرائيل بإقفالها. هناك قيادات سياسية عملت للسلام و"7 اكتوبر" يجب ان تولد تيارًا سياسيّّا وشعبيًّا وقياديًّا اسرائيليًّا جديدًا يطالب بهذا المنحى".
وعن ان هذا الكلام لا يتوافق مع منطق كثر في الداخل اللبناني كـ"حزب الله"، قال باسيل: "نتفق مع حزب الله على حماية لبنان في مواجهة اسرائيل، وهناك مسؤولية عليه في استخدام القوة التي لديه لتحصيل حقوق لبنان بصراعه مع اسرائيل. وثيقة التفاهم تطرقت الى الدفاع عن لبنان ولكنها لم تتناول تحرير فلسطين التي هي اصلاً مهمّة الفلسطينيين على أرضهم وليس على ارضنا. وفي الحوار اللبناني اللبناني اتفقنا على نزع السلاح الفلسطيني وانتهينا من الكفاح الفلسطيني المسلّح. طالما اصبح بإمكان الفلسطيني القتال على أرضه أصبحت مهمته القتال على أرضه وكيف يريد اقامة دولته وماذا يريد".