هل يدعون تمثيل المسيح على الأرض؟ هل يطبقون رسالته فعليا؟ هل يعون أنه قال لا تعبدوا ربين الله والمال؟
فرغم الأزمة الاقتصادية التي طالت جميع المواطنين دون استثناء، ها هي بعض المدارس الخاصة والتي تعتبر أنه واجب على الأهالي تطالبهم بتسديد القسط الثاني والثالث من القسط، وهنا نشير إلى المدارس الخاصة التابعة للارساليات، فهل يعون ما معنى "ارساليات"؟
فيا أيها المدراء والمديرات، كنا وافقناكم الرأي ودعمناكم لو أن الأوضاع كانت مختلفة، لكن ما تهددون به وهو التعليم عن بعد فرجاء أوقفوه لأنكم لا تساهمون بشيء من العلم فإن قررنا الدفع فسندفع لكل أم وأب يعيد تعليم أولاده في المنزل لأن "الشرح" عن بعد لم يؤدّ المطلوب.
أما وبالنسبة لدفع أجور الطاقم التعليمي، فالأكيد أن "فوائد" أموالكم التي خزنتموها في اهراءات البنوك كافية ووافية لهذه الأجور.
ومن جهة ثانية، فإن الأهالي عندما سجلوا أولادهم في المدرسة كنت قدرتهم المادية كافية، لكن مع الأزمة الاقتصادية والصحية وما تأتى عنها من ارتفاع الأسعار وسعر صرف الدولار والبطالة، فإن ما كانوا قد ادخروه إما صرفوه، وإما يكفيهم لقوتهم اليومي.
وهم يفضلون أن يؤمنوا لقمة عيش لأولادهم ليستمروا على أن يعودوا إلى المدرسة ويتخالطوا في هذه الظروف المريرة.
في ظل كل الأزمات، من المفروض على الكنيسة أن تكون "الأم" الداعمة والمعطاءة، وسندا للأهالي، إلا في لبنان فتحولت "الإرساليات" إلى تجار يبغون الربح المادي وابعاد المؤمنين عن الله.
الارساليات هي التي هدفها الأول والأخير التبشير، والدعوة إلى حب الله وتقريب المؤمنين من المسيح، لكن على ما يبدو تحول الهدف إلى قناع يستر الغايات التجارية والمالية، فلا تنسوا أن المسيح طرد الباعة من هيكله، ورفض تجار الهيكل.
"الحياة عطاء متبادل" لكن بمَ بادلتم الشعب عند هذه العقبات الموجعة؟
فهل سنشهد شيوعية جديدة بممارساتكم هذه؟ اتقوا الله!